Abdou Admin
المساهمات : 79 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: في الذكر -من كتاب غذاء العبودية - (سعيد حوى) الإثنين مارس 23, 2009 4:28 pm | |
| الصلاة ذكر قال تعالى: {وأقم الصلاة لذكري} بل هي أرقى أنواع الذكر لأنها ذكر يرافقه تذكر ضمن هيئة تمثل أعلى درجات الخضوع لله تعالى، فهي الركن الأصيل لكل أنواع الذكر في الإسلام. وإقامة المطلوبات، وترك المنهيات ذكر ضمني لله تعالى، ومحلها في دين الله تحددها درجة الطلب. والقرآن ذكر قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر}. والدعوات ذكر وزيادة، وهناك أذكار المناسبات وهناك أذكار الصباح والمساء ودعواتهما، وهناك الأذكار المطلقة، وإقامة الذكر الذي هو حياة القلوب يدخل فيه ذلك كله. ومن هاهنا كان الكلام عن الذكر يدخل فيه كل ما يمكن أن يسمى غذاء العبودية، ولكن ذكرنا معه ثلاثة مغذيات أخرى لأهميتها. والذاكر على الحقيقة هو من أقام الصلاة فرائضها ونوافلها، وكان له حظه من أوراد الصلوات وتلاوة القرآن، وأذكارالصباح والمساء ودعواتهما، وكان له حظه من الأذكار المطلقة في كل وقت وحين، وأقام أوامر الله وترك نواهيه، فذلك هوالذاكر على الحقيقة. والتدرج للوصول إلى هذا المقام الأرقى سبيل هذا الدين، قال عليه الصلاة والسلام: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق". أخرجه الإمام أحمد وهو حديث حسن. ومن ههاهنا دأب أهل التربية أن يؤكدوا على إقامة الصلاة وعلى أوراد الصباح والمساء، وعلى إقامة الفرائض وترك المحرمات، وعلى الاعتياد على أذكار المناسبات، وعلى الاشتغال بالأذكارالمطلقة، ليكون بعد ذلك انتقال من كمال إلى كمال في القلب والسلوك، ليكون الإنسان أكثر ذكراً وأكثر عبودية. إن غذاء التوحيد وريّه هو ذكر الله عز وجل، انظر إلى الأذكار التي ندبنا إليها بشكل مطلق وانظر إلى آثارها في تعميق التوحيد، فكثرة تكرارنا ل "لا إله إلا الله" تجديد للتوحيد وللإيمان في القلوب، ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام "جددو إيمانكم" قيل وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟ قال: "أكثروا من قول لا إله إلا الله" وانظر إلى قولنا: سبحان الله فإنه تعريف على الله وتوحيد له، فسبحان الله تنزيه لله عما لا يليق بجلاله وعن أن يكون له شريك، وتنزيه له عن الظلم والهوى وغير ذلك من مظاهر النقص وفي ذلك آله غذاء للتوحيد ورياً له، وانظر إلى قولنا: الحمد لله فهي اعتراف بأن الله وراء كل نعمة حسية ومعنوية وشرعية وشكر لله على هذه النعمة فهي غذاء للتوحيد وريّ له، وانظر إلى قولنا: الله أكبر فهي تعظيم لله أن يكون أعظم منه، في التشريع وفي غيره وذلك تخليص للقلب من أن يكون هناك أعظم من الله عنده فلا شخص ولا شعب ولا بشر ولا خلق أعظم في قلب المؤمن وذلك غذاءٌ للتوحيد وريّ له، وانظر إلى قولنا: لا حول ولا قوة إلا بالله فلا حول عن معصية الله إلا بالله ولا قوة على طاعته إلا به، بل لا حول مطلقاً ولا قوة إلا بالله فذلك معرفة الله وتوحيد له فهي تغذية للتوحيد وريٌّ له. وانظر إلى قولنا: استغفر الله، فذلك يفيد أن الله قد كلفنا وأننا قصرنا ولذلك نطلب غفرانه فذلك تغذية للتوحيد وتعميق له، وانظر إلى قولنا:اللهم صلي على محمد وآله وسلم: فذلك اعتراف منا بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا وعلى الناس واعتراف بأن ما أكرمنا الله به بواسطة رسوله أجل من أن يجازيه عليه إلا الله، فكل ذكر من هذه الأذكار المطلقة يغذي الإيمان ويسقي التوحيد ومن هاهنا فإننا نطالب أحبابنا بأن يقبلوا على ما ندبهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإكثار من ذكر الله تعالى بهذه الأذكار، وليبدأ المسلم والمسلمة بالإكثار من هذه الأذكار على أي شاكلة فسواء ذكر كلاً منها على انفراد أو ذكر بعضها مجتمعة وبعضها على انفراد أو جمعها كلها كأن يقول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل أستغفر الله، اللهم صلي على سيدنا محمد وآله وسلم" فإنه سيجد بركة ذلك، وقد جرت عادتنا أن نوصي أحبابنا بأن يبدءوا سيرهم من الغفلة بأن يذكروا الله بهذه الأذكار حوالي سبعة آلاف مرة فإنهم سيجدون بركة ذلك إن شاء الله ونوصيهم أن يكرروا ذلك مرات في حياتهم، فأن يلزم الإنسان نفسه بعدد معين من الأذكار فذلك لا حرج فيه على ألا يعتبره سنة وإنما هو تحديد مباح لمطلق مندوب إليه بقدر الطاقة، واجتهاد في تحقيق الإكثار من الذكر بما يترك أثره في القلب دلت عليه التجربة، وانظر إلى الصلاة التي هي ذكر وزيادة فإنك تجدها تغذية للتوحيد ورياً له. سواء في ذلك أذكارها أو تلاوتها أو الأذكار المأثورة بعدها ومن ثم فإننا نوصي أحبابنا أن يلازموا صلاة الجماعة وأن يكثروا من النوافل فذلك هو أساس تغذية التوحيد وإروائه. وانظر إلى تلاوة القرآن فإنها ذكر وهي تعمق التوحيد وتغذية ألا ترى إلى قوله تعالى: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} وإلى قوله تعالى: {والقرآن ذي الذكر} وإلى قوله تعالى: {هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب}ولذلك فإننا نوصي أحبابنا بتلاوة القرآن والإكثار من تلاوته وحفظه وأن يلزموا أنفسهم بجد أدنى من التلاوة يومياً لا يتركونه وإذا قصروا فيه قضوا ذلك. والحقيقة أن كل عبادات الإسلام ذكر إن لم يكن بشكل مباشر، فبشكل غير مباشر وأن كل تكاليف الإسلام ذكر بشكل مباشر وغير مباشر وخاصة إذا رافق القيام بالتكليف نية وإخلاص، لذلك نوصي أحبابنا بأن تكون لهم نية صالحة في تحقيق الأمر أو ترك النهي بل نوصيهم أن تكون لهم نيات متعددة في العمل الواحد فذلك يغذي التوحيد ويسقيه. | |
|