قمة السلبية

النور و الظلام، الخير و الشر، القوة و الضعف و غيرها متضادات تلتقي كلها في بحر " الموجب و السالب" حيث الأمواج العاتية المتضاربة و المتلاطمة فهذه موجة مشفقة تحاول انتشال المرء لتدفعه إلى بر الإيجابية و أخرى حانقة تود ان تودي به غريقا في قعر السلبية
ربما تكون هذه مقدمة غامضة بعض الشيء و لكن يمكننا إجلاء الضباب عنها من خلال المحيط الذي يلفنا.
ألا ترى معي أخي أنه في الكهرباء إذا ما قرب قطبان أحدهما موجب و الآخر سالب تجاذبا. فكذلك حال بر الإيجابية و قعر السلبية كل منهما يريد أن يأخذ بزمام نفس الإنسان نحوه، غير أن نفس الإنسان تميل نحو الإيجابية فالعدد الموجب بالنسبة للتلميذ هو أكبر من الصفر أما السالب فليس أقل فحسب من العدد الموجب بل أقل من الصفر. فنجد أن نفسية هذا التلميذ تفضل العدد الموجب لعلو شأنه و رفعة مكانته.
ثم إن الإسلام قد دعا إلى الإيجابية في الأداء و مدحها و ذم السلبية في الفعل و نفر منها في آيات و أحاديث كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قوله صلى الله عليه وسلم :" المؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن الضعيف" أو كما قال. و قال كذلك:"لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم".
في مجال الحركة و الفعل تترافق الإيجابية مع العمل و الإبداع و المبادرة و تقترن السلبية بالكسل و الخمول و التراخي. غير أن سلبية الفعل أقل ضررا من سلبية الفكر، ذلك أن صاحب الفعل السلبي يحتاج إلى التشجيع و الاستنهاض فهو مقتنع بأهمية الفعل غير أن نفسه أو واقعه يشده و يشل حركته.
أما سلبية الفكر فهي الطامة الكبرى و الضربة القاصمة للظهر ذلك أن صاحبها إذا رميت له بطوق النجاة أتلفه و إذا تقدمت نحوه لتنقذه من حافة الجبل تقدم خطوة فتردى في الهاوية.
وقمة الداء في فكر سلبي يتخذ منهاجا لفهم الإسلام حيث تجد أناسا يعملون على نشر هذا التفكير السلبي الشيء الذي يؤدي إلى قناعة بأن هذه هي الإيجابية التي جاء بها الإسلام. فتترسخ في الأذهان سلبية التفكير و العمل و يقنن كل هذا تحت غطاء الإسلام.
ثم نصل إلى تكريس الموت الحضاري البطيء لما تتعدى هاته السلبية الحدود لتكون أساس التعاطي مع القضايا المصيرية للأمة. فقضية فلسطين مثلا و التي هي المحور الذي يجب أن تدور حوله كل جهود أبناء هذه الأمة. هذه القضية ابتليت بأبناء عاقين، إذا ما رأوا الأبناء البارين يتظاهرون أمام السفارات و يرفعون الشعارات و يملئون الشوارع بالمسيرات قيل ما فائدة هذه التهريجات ثم إن هذا من المحرمات. أما إذا وهب الشباب أجسادهم في سبيل القضية قيل ما هذه بالعمليات الإستشهادية بل هي انتحارية، فأتى الجواب من النائبة البريطانية. و إذا ما أفرح حزب الله الأمة باستخلاص الأسرى من أيدي اليهود الصهاينة و لقنهم درسا في البسالة قيل هؤلاء شيعة عقيدتهم فيها ضلالة.

مشكوووور أخي جزاك الله خيرا
اللهم استخلفنا ولا تستبدلنا

السلام عليكم
نتمنى المساهمة في هذا المنتدى والمساهمة في تطويرو
فقط نرجو من إدارة المنتدى تفتح لنا المنتديات المقفلة لنساهم فيها لا يمكن حتى التعليق فيها
مشكورين مسبقا

مشكووووووووووووووور أخي